صور من حياة الصحابة

قصة عبد الله بن حذافه السهمى مع ((كسرى مللك الفرس

فما قصته مع ((قيصر)) عظيم الروم؟؟

لقد كان لقاؤه ((لقيصر)) فى عهد الفاروق _رضى الله عنه_ وكانت له معه قصة من روائع القصص.

أرسله عمر بن الخطاب فى جيش لحرب الروم.. وكن ((قيصر)) الروم تناهت اليه أخبار عن المسلمين وما يتحلون به من شجاعه وقوة

ايمان واسترخاص أنفسهم فى سبيل الله ورسوله.

فأمر رجاله اذا ظفروا بأحد أسرى المسلمين فاليبقوا عليه ويأتوا به حيا وشاء الله أن يقع بن حذافه أسير فى ايدى الروم فحملوه

الى مليكهم وأخبروه أنا من أصحاب محمد السابقين الى الاسلام.




* * * * *

نظر ملك الروم الى عبد الله ابن حذافه طويلا ثم بادره قائلا:

انى أعرض عليك أمرا .

قال: وما هو؟

فقال: أعرض عليك أن تتنصر .... فان فعلت خليت سبيلك وأكرمت مثواك.

فقال الأسير فى كبرياء وحزم: هيهات.... ان الموت لأحب الي ألف مره مما تدعوننى اليه.

فقال ((قيصر)):انى لأراك رجلا شهما ... فان أجبتنى الى ما أعرضه عليك أشركتك فى أمرى قاسمتك سلطانى.

فتبسم الأسير قائلا:والله لو اعطيتنى جميع ما تملك وجميع ماملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد ما رجعت عن دين محمد ما

فعلت.

فقال : اذن أقتلك.

قال: أنت وما تريد....

فأمر بصلبه وطلب من قناصته ان يرموه قريبامن يده وهو يعرض عليه النصرانيه فأبى. فأمر قناصته مره أخرى أن يرموه قرب رجليه

وهو يدعوه للنصرانيه فأبى .عند ذلك أمرهم بانزاله من خشبة الصلب وأن يأتوا بقدر عظيمه بها زيت وأن يضعوا القدر بعد ذلك على

النار حتى تغلى ثم دعى بأسيرين من أسرى المسلمين فأمر بالقاء أحدهما فى القدرفاذا اللحم يتفتت.. واذا عظامه تبدوا عاريه..

ثم دعى ابن حذافه مره أخرى الى النصرانيه فكان أشد ايباء وعندما يئس منه أمر به أن يلقى فى القدرالذى ألقى فيها صاحبه وعند

اذا دمعت عيناه

فقال رجال((قيصر))لملكهم: انه قد بكى..

فظن أنه جذع وقال لهم ردوه الي .

فلما أتوا به عرض عليه النصرانيه فأباها . فتعجب (( القيصر)) مما أبكى ابن حذافه.

فقال: أبكانى أنى قلت فى نفسى : تلقى الآن فى هذه القدرفتذهب نفسك وكنت أشتهى أن يكون لى بعدد ما فى جسدى من شعر

أنفس؛ فتلقى كلها فى القدر فى سبيل الله.

فقال الطاغيه : أتقبل رأسى وأخلى عنك؟

فقال عبد الله: وعن جميع أسرى المسلمين أيضا؟

قال : وعن جميع اسرى المسلمين أيضا.

فقال عبد الله فى نفسه : عدو من أعداء الله أقبل رأسه فيخلى عنى وعن جميع أسرى المسلمين جميعا،لا ضرر فى ذلك على.

ثم دنا منه وقبل رأسه، فأمر ملك رالروم ان يجمعوا له أسرى المسلمين وأن يأتوا به اليهم ، فأتو بهم له.


********************

قدم بن حذافه على عمر بن الخطاب-رضى الله عنه-وأخبره بذلك؛ فسر به الفاروق كثيرا، ولما نظر الى الأسرى قال:حق على كل مسلم

أن يقبل رأس عبد الله بن حذافه....

وأنا أبدأ بذلك....

ثم قام وقبل رأسه...

**** **** **** ***